الجريمة: صليب نجوى كرم
التهمة : الكفر
العقوبة: مقاطعتها وسَيل من الشتائم
نعم هذا ما حصل، ربما ما لا يستوعبه عقل بشري متزن ان بعض المجتمعات العربية ما زالت حتى اليوم ترزح تحت وطأة الجهل الحاقد والعصبية المقززة والطائفية الجامحة التي من شأنها أن تؤدي إلى هلاك المجتمعات وحجرها صحيا ضمن بوتقة الدول المتخلفة عقليا ونفسيا ومذهبيا ودينيا.
ما حصل مع شمس الاغنية اللبنانية التي نعتبرها فخرا للأغنية اللبنانية ولايمانها المسيحي ، لا يمكن تقبله على الاطلاق لا بل نحتقره ونلعن الزمن الذي استفحل فيه بؤس التعصب وعدم احترام الاديان الاخرى .
منذ حوالى اليومين نشرت الفنانة نجوى كرم عبر صفحتها على انستغرام صورة سيلفي تضع فيها صليبا على عنقها فقامت الدنيا ولم تقعد فقط لان نجوى وضعت الصليب. الصورة حتى كتابة هذه السطور استحوذت على 24.435 لايك وأكثر من 3 الاف تعليق... تعليقات على مد العين والنظر شتائم بالجملة حتى وصل الحد بالبعض إلى اتهام نجوى بالكفر ، ناهيك عن الشتائم المخزية والمعيبة والفاقدة للحياء التي نخجل من نشرها والتي حملت اساءة كبيرة إلى نجوى وايمانها المسيحي والتزامها فقط لأنها وضعت الصليب.
وما هي الا دقائق حتى تحولت التعليقات إلى ساحة معركة اشتعلت فيه الشتائم بين مدافع ومهاجم ما دفع بنجوى وفي اول تعليق لها على الهجوم الذي تعرضت له، إلى التغريد قائلة :"ما حدا يمزح بأمور الدين... ما تخلّو كم مغرض يجرجركن عا مطرح... اقطعوا الطريق على المفتنين". محاولة نجوى رأب الصدع بين نشطاء مواقع التواصل لم تجدِ نفعا فقد اشتعلت نيران الاهانات للأديان من جديد وما زالت مستمرة حتى الساعة.
بئس الزمن الذي اعمى بصيرة البشر بالتعصب القاتل والمدمر. بئس زمن استرسل فيه البشر لمحاربة الاديان الأخرى بإسم الله. اي اله يسمح لكم بأن تهينوا صليبا او هلالا او جرسا أو مئذنة؟ اي رب اذن لكم بالتطاول على خلقه وشعبه المخلوق على صورته ومثاله فقط لأنه من دين مختلف؟ هذه المظاهر كلها إن دلت على شيء فعلى التخلف الجاحد والانغلاق الطائفي والجهل في فهم الاديان.
ربما البعض ظن أنه شعب الله المختار وتناسى ان الله واحد للجميع وكل يعبده ويكره على طريقته الخاصة.
وربما تناسى البعض ان المسيحية كما الاسلام وكما اليهودية ديانة سماوية ، كما أن نجوى سبق أن ارتبطت بالمنتج يوسف حرب الذي يتبع الديانة الاسلامية .
وربما تناسى البعض ان الصليب هو رمز المسيحية...ذاك الصليب الذي كان ملعوناً كل من يعلق عليه حتى بات أداة للخلاص بعد صلب يسوع المسيح عليه...فهو ليس إشارة للحزن فقط إنما طريق للخلاص والرجاء بالقيامة والحياة الجديدة. هذا الصليب الذي يحمل قيمة ورمزية عالية جدا للمسيحيين والذين تتزين به كنائسهم ومنازلهم وسياراتهم ومكاتبهم وأعناقهم ينبغي احترامه رغم انوف الجميع من كل الاديان لا الذم به وشتمه. فكل اساءة إلى الصليب هي اساءة إلى المسيحية وكل إساءة إلى المسيحية هي اساءة كاملة إلى الله عز وجل. فالمسيحية كما الاسلام رسالة محبة وسلام وتآخي ورحمة وعطاء وتقبل الآخر.
لذلك أقل ما يقال في كل من شتم صليب نجوى انه جاحد وجاهل ومريض بالطائفية والتعصب القاتل والموبوء .